كارثة تؤرق السكان.. منازل لوس أنجلوس ملوثة بعد الحرائق

كارثة تؤرق السكان.. منازل لوس أنجلوس ملوثة بعد الحرائق
تلوث في لوس أنجلوس

كشفت حرائق لوس أنجلوس التي اندلعت قبل تسعة أشهر عن كارثة خفية ما زالت تؤرق السكان حتى اليوم، إذ تبيّن أن آلاف المنازل باتت ملوثة بالمعادن الثقيلة والمواد السامة، مما يجعل العودة إليها خطراً على الصحة العامة. 

وتروي كارين جيرارد، المقيمة في ضاحية ألتادينا، كيف تحولت فرحتها بنجاة منزلها من النيران إلى صدمة مؤلمة حين اكتشفت أن الدخان تغلغل في الجدران والأرضيات والأثاث، مخلفاً مزيجاً من السموم أجبرها على ارتداء كمامة في كل مرة تدخل فيها بيتها، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.

أظهرت الفحوص أن منزل جيرارد ملوث بمواد خطيرة مثل الرصاص والزرنيخ والزنك، إضافة إلى مركبات متطايرة بعضها مسرطن مثل السيانيد والفورفورال. 

وبحكم إصابتها بالربو، عانت جيرارد نوبات متكررة أجبرت طبيبها على تغيير علاجها. ومع مرور الوقت، أدركت أن منزلها الذي بقي قائماً شكلياً قد أصبح غير صالح للسكن.

كارثة بيئية أخرى

لم تقتصر حرائق لوس أنجلوس على خسائر بشرية بلغت 31 قتيلاً وأكثر من 16 ألف مبنى مدمر، بل فجرت كارثة بيئية غير مسبوقة، فاحتراق المباني والسيارات والأجهزة البلاستيكية أطلق سحباً من الدخان السام الذي حملته الرياح العاتية لمسافات بعيدة. 

ويؤكد مايكل جيريت، أستاذ علوم البيئة في جامعة كاليفورنيا (UCLA)، أن الخليط المنبعث من هذه الحرائق يفوق في سُميته حرائق الغابات التقليدية، محذراً من جزيئات نانوية مسرطنة مثل الكروم السداسي التكافؤ، التي قد تكون وصلت إلى مناطق تبعد عشرة كيلومترات عن بؤرة الحريق.

وجد السكان المتضررون أنفسهم في مواجهة معقدة مع شركات التأمين، فالتعويضات غالباً ما تُرفض بحجة غياب معايير واضحة، ما دفع بعض الأسر إلى تحمل تكاليف باهظة لإجراء الاختبارات. 

وتوضح بريسيلا مونوز، المقيمة في باسادينا، أنها دفعت عشرة آلاف دولار لإجراء فحص أثبت وجود الرصاص في منزلها، لكنها لا تزال بانتظار رد شركة التأمين حول تغطية تكاليف التطهير، فيما تعيش قلقاً دائماً على سلامة طفليها.

تحرك حكومي متأخر

إدراكاً لحجم الأزمة، شكّلت ولاية كاليفورنيا في أيار مايو الماضي فريق عمل لإعداد قواعد واضحة تلزم شركات التأمين بالتعويض عن أضرار الدخان. 

ورغم إعلان شركة "ستيت فارم" دفعها أكثر من 4,5 مليار دولار لضحايا حرائق يناير، يشكو السكان من تلكؤ الشركات في الاستجابة لمطالبهم، معتبرين أن حقوقهم الصحية لا تُعطى الأولوية أمام حسابات المال.

وتخشى جمعيات محلية مثل "إيتون فاير ريزيدنتس يونايتد" من أن تتحول تداعيات هذه الحرائق إلى أزمة صحية طويلة الأمد تشبه ما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر في نيويورك، حيث عانى السكان لاحقاً من أمراض تنفسية مزمنة وارتفاع معدلات السرطان. 

وتؤكد رئيسة الجمعية جاين لوتون أن جميع المنازل التي جرى فحصها في ألتادينا أظهرت درجات متفاوتة من التلوث، ما يجعل القضية مسألة صحة عامة تتجاوز حدود الأضرار الفردية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية